في مكاتب «الجزيرة» ...
الزميل غسان بن جدو مصفقا وإلى جانبه الزميلة بشرى عبد الصمد
ضحى شمس
التصفيق الذي علا في غرفة «الكونترول» الصغيرة في مكاتب شبكة «الجزيرة» في بيروت، لدى انطلاق بث منافستهم الجديدة قناة «بي بي سي العربية»، لم يكن مجرد تصفيق «تهذيب» ولياقة من زملاء يريدون مداراة مشاعر القلق او اللامبالاة، في حضور زميلة اتت تكتب عن كيفية استقبالهم لهذا المنافس الجديد. فقد كان في الجو شيء من العاطفة المهنية امام هذا المولود الجديد، الذي يتوقعون منه، مثلنا، ان يضيف الى المشهد الإعلامي العربي نَفَساً خاصاً اشتهر به ورسخته في المخيلة العامة عقود من الممارسة الصحافية العالية الجودة.
هكذا، وما ان انتهى العد العكسي، وظهرت صورة الزميل حسن معوّض على شاشة مؤسسته ـ الام العائد اليها لتوه من قناة «العربية»، حتى دوّى في غرفة الكونترول الصغيرة تصفيق الزملاء غسان بن جدّو ورلى امين وبشرى عبد الصمد ويونس فرحات ومصطفى عيتاني، لتختلط الضحكات والتعليقات الأولية بصوت ايلي خوري، اول مذيع يظهر ناطقاً على شاشة «بي بي سي العربية» بتقرير ترويجي، قبل ان تقدم اللبنانية فدى باسيل النشرة الاولى. لذلك، لم نسمع تقريبا شيئا مما قاله خوري وسط همروجة البهجة المهنية. تلى ذلك تبادل سريع للتعليقات: هذا الزميل كان في «العربية»، وهذا كان في «الجزيرة»، وتلك هي وجه جديد، والكروما (خلفية الشاشة) موفقة، ونوع الخط الذي يكتبون به الشريط الاخباري غير جميل، الخ.. يضع بن جدو إصبعا في أذنه وهو يهتف في السماعة «مبروك» للزميل صلاح نجم رئيس تحرير القناة الجديدة الذي كان على الطرف الآخر يحاول هو الآخر ان يسمع على الرغم من صوت التصفيق الذي كان يملأ الاستديو في لندن. لكن كل ذلك لم يمنع ان ترتسم «تكشيرة» أسف على وجوه بعض الزملاء، لبعض خيارات عناوين النشرة الأولى التي اعتبروها غير موفقة مثل ان يكون خبر باكستان الأول. في حين عبّرت الزميلة رلى امين، مراسلة قناة «الجزيرة الانكليزية» عن إعجابها بالتقرير الترويجي «لأن توليفه اعطاني فعلا انطباعا بأني اشاهد قناة اخبارية وأنها سوف تلبي عطشي الى الأخبار وبسرعة». وتتابع «اما بالنسبة لأول تقرير من لاهور، فقد كانت خلفية المراسل محروقة بعض الشيء، وكان على المصوّر ان يسلط مزيدا من الضوء على وجهه. ولكن، اعجبني كثيرا خيارهم للقصة الثانية عن عائلة مفجر عملية القدس. لم يكن خيار التقرير سياسيا، بل إنسانيا : وعرفت منهم مجموعة من التفاصيل لم أكن قد قرأتها في جرائد الصباح». وأضافت «كذلك رأيت أن خبر إحصاء «بي بي سي» الذي كانت نتيجته تناقص نسبة مؤيدي ضربة عسكرية لايران كان موفقا جداً. فهي بضربة واحدة قالت ان موقف الحكومة البريطانية لن يكون موقفها مع انها مؤسسة بريطانية عامة، وفي الوقت ذاته أظهرت ان الخبر الذي قدمته لم يقدم الا لأنه حقيقة، فلا يمكن ان تتهم «بي بي سي» أنها مناصرة لإيران».
على كل حال، هي انطباعات اولى خففت من نقديتها عاطفة الاحتفاء بزملاء جدد. ويبقى المجال مفتوحاً للحكم على القناة الجديدة والتدقيق مطولا بخياراتها وسقفها المهني، الذي نتمنى ان يكون عاليا على قدر صيتها.
--------------------------------------------------------------------------------
في مكاتب «العربية»
مايسة عواد
تفصل ثلاثة طوابق بين مكاتب «بي بي سي» ومكاتب «العربية» في بيروت. مع ذلك فإن حسن الجيرة لا يمنع ترقباً لإطلالةٍ تعد بالكثير من المنافسة. في مكتب «العربية»، يجلس الزميل عدنان غملوش مراسل القناة في بيروت أمام جهاز الكومبيوتر، إلى جانبه الزميل المصور جورج عطا الله. تشخص الانظار إلى شاشة صغيرة معلقة أعلى الحائط. الكل يشاهد قناة «العربية»، لكن وبكبسة ريموت واحدة تنتقل الشاشة إلى موقع «بي بي سي» الجاهزة لانطلاق بعد دقائق. الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق. «ناطر شوف الاستوديو تبعن» يقول الزميل المصور عطا الله، في ما يذهب تعليق الزميل غملوش إلى نقطة آخرى: «نرحب بانضمام القناة إلى المشهد المرئي في الوطن العربي، هي مؤسسة عريقة جداً وبثها باللغة العربية سيضيف الكثير»، لكن هذه الإضافة تعود برأي الزميل جزئياً إلى ان: «انطلاقتها ستكون بزخم أكبر لأنها أخذت أربعين موظفاً مدربين بشكل جيد جداً في «العربية»، وعلينا أيضا ان نقول إن «بي بي سي» قد تعكس سياسة الحكومة البريطانية بشكل أو بآخر». لا يُستكمل النقاش حول النقطة الاخيرة.. لكن اتصالاً هاتفياً يقطع الحديث.
يبدأ العد العكسي.. يفوَّت الاتصال الطارئ على الزميل غملوش تشويق اللحظات الاولى للانطلاقة. العاشرة إلا أربع دقائق، انطلقت قناة «بي بي سي» العربية: «حلوة الصورة» يقول المصور. يدخل زميل آخر ويبدأ التساؤل عن نوع الكاميرا المستعملة.
يعود الزميل غملوش، هذه المرة يشاهد الشاشة بتركيز. لا يعلق أحد على اختيار «الوجه الأول» لـ«بي بي سي»، ينصب التركيز هنا على الخبر الاول. ترتسم بعض خيبة على ملامحه «أنا لو كنت محلهن ما ببلش بخبر باكستان، أخاطب جمهوراً عربياً طويلاً عريضاً، الخيار الافضل هو العراق أو فلسطين» يتوجه الزميل غملوش مبتسماً: «شفتِ تأثير بريطانيا، بريطانيا بيهمها باكستان». ويعود النقاش من جديد..
لنر الخبر الثاني، يقترب الزميل المصور كثيراً من الشاشة رافعاً عنقه إلى أعلى «شريط الكلام زغير ما بينقرا»، يوافقه الزميل غملوش. بكبسة زر أخرى تظهر شاشة «العربية» ثم غيرها من الشاشات «الفرق بالخط كتير واضح، لازم ينتبهولها، بكرا بيزبطوها».
تتتابع الأخبار، تطال الملاحظات أدق التفاصيل، مثل غياب الميكرفون مع اللوغو في التقارير، الاضاءة في الاستوديو وخارجه، ومع تتالي صور المراسلين تتكرر جملة أكثر من مرة «الزميل هذا (أو الزميلة تلك) كان يعمل عندنا»..
انتهت نشرة الأخبار الاولى، يقول غملوش «أعتقد انهم لن ينافسوا «الجزيرة» أو «العربية»، الانطلاقة كان عليها ان تحدث صدمة بمعنى التمايز، على كل من المبكر الحكم، لكن كأول ظهور لم يضيفوا على ما يمكن ان تقدمه «الجزيرة» أو «العربية». وماذا عن مقاربة الاحداث والاحصاء الذي قُدم مثلاً؟ (عن تراجع الدعم العالمي لاجراءات صارمة على إيران) «هذه النقطة لفتت نظري، مع ان طريقة تقديم التقارير كانت عادية، سوف انتظر لأرى ان كان المحتوى كله سياسياً ام ان القناة ستقدم « تحقيقات مصورة غير سياسية».
نترك الزميل غملوش مع تساؤله، يجتاز المصعد الطابق الثاني، هنا مكتب «بي بي سي» في بيروت، ومن هنا ستأتي بعض إجابات على اسئلته في الايام المقبلة».
الزميل غسان بن جدو مصفقا وإلى جانبه الزميلة بشرى عبد الصمد
ضحى شمس
التصفيق الذي علا في غرفة «الكونترول» الصغيرة في مكاتب شبكة «الجزيرة» في بيروت، لدى انطلاق بث منافستهم الجديدة قناة «بي بي سي العربية»، لم يكن مجرد تصفيق «تهذيب» ولياقة من زملاء يريدون مداراة مشاعر القلق او اللامبالاة، في حضور زميلة اتت تكتب عن كيفية استقبالهم لهذا المنافس الجديد. فقد كان في الجو شيء من العاطفة المهنية امام هذا المولود الجديد، الذي يتوقعون منه، مثلنا، ان يضيف الى المشهد الإعلامي العربي نَفَساً خاصاً اشتهر به ورسخته في المخيلة العامة عقود من الممارسة الصحافية العالية الجودة.
هكذا، وما ان انتهى العد العكسي، وظهرت صورة الزميل حسن معوّض على شاشة مؤسسته ـ الام العائد اليها لتوه من قناة «العربية»، حتى دوّى في غرفة الكونترول الصغيرة تصفيق الزملاء غسان بن جدّو ورلى امين وبشرى عبد الصمد ويونس فرحات ومصطفى عيتاني، لتختلط الضحكات والتعليقات الأولية بصوت ايلي خوري، اول مذيع يظهر ناطقاً على شاشة «بي بي سي العربية» بتقرير ترويجي، قبل ان تقدم اللبنانية فدى باسيل النشرة الاولى. لذلك، لم نسمع تقريبا شيئا مما قاله خوري وسط همروجة البهجة المهنية. تلى ذلك تبادل سريع للتعليقات: هذا الزميل كان في «العربية»، وهذا كان في «الجزيرة»، وتلك هي وجه جديد، والكروما (خلفية الشاشة) موفقة، ونوع الخط الذي يكتبون به الشريط الاخباري غير جميل، الخ.. يضع بن جدو إصبعا في أذنه وهو يهتف في السماعة «مبروك» للزميل صلاح نجم رئيس تحرير القناة الجديدة الذي كان على الطرف الآخر يحاول هو الآخر ان يسمع على الرغم من صوت التصفيق الذي كان يملأ الاستديو في لندن. لكن كل ذلك لم يمنع ان ترتسم «تكشيرة» أسف على وجوه بعض الزملاء، لبعض خيارات عناوين النشرة الأولى التي اعتبروها غير موفقة مثل ان يكون خبر باكستان الأول. في حين عبّرت الزميلة رلى امين، مراسلة قناة «الجزيرة الانكليزية» عن إعجابها بالتقرير الترويجي «لأن توليفه اعطاني فعلا انطباعا بأني اشاهد قناة اخبارية وأنها سوف تلبي عطشي الى الأخبار وبسرعة». وتتابع «اما بالنسبة لأول تقرير من لاهور، فقد كانت خلفية المراسل محروقة بعض الشيء، وكان على المصوّر ان يسلط مزيدا من الضوء على وجهه. ولكن، اعجبني كثيرا خيارهم للقصة الثانية عن عائلة مفجر عملية القدس. لم يكن خيار التقرير سياسيا، بل إنسانيا : وعرفت منهم مجموعة من التفاصيل لم أكن قد قرأتها في جرائد الصباح». وأضافت «كذلك رأيت أن خبر إحصاء «بي بي سي» الذي كانت نتيجته تناقص نسبة مؤيدي ضربة عسكرية لايران كان موفقا جداً. فهي بضربة واحدة قالت ان موقف الحكومة البريطانية لن يكون موقفها مع انها مؤسسة بريطانية عامة، وفي الوقت ذاته أظهرت ان الخبر الذي قدمته لم يقدم الا لأنه حقيقة، فلا يمكن ان تتهم «بي بي سي» أنها مناصرة لإيران».
على كل حال، هي انطباعات اولى خففت من نقديتها عاطفة الاحتفاء بزملاء جدد. ويبقى المجال مفتوحاً للحكم على القناة الجديدة والتدقيق مطولا بخياراتها وسقفها المهني، الذي نتمنى ان يكون عاليا على قدر صيتها.
--------------------------------------------------------------------------------
في مكاتب «العربية»
مايسة عواد
تفصل ثلاثة طوابق بين مكاتب «بي بي سي» ومكاتب «العربية» في بيروت. مع ذلك فإن حسن الجيرة لا يمنع ترقباً لإطلالةٍ تعد بالكثير من المنافسة. في مكتب «العربية»، يجلس الزميل عدنان غملوش مراسل القناة في بيروت أمام جهاز الكومبيوتر، إلى جانبه الزميل المصور جورج عطا الله. تشخص الانظار إلى شاشة صغيرة معلقة أعلى الحائط. الكل يشاهد قناة «العربية»، لكن وبكبسة ريموت واحدة تنتقل الشاشة إلى موقع «بي بي سي» الجاهزة لانطلاق بعد دقائق. الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق. «ناطر شوف الاستوديو تبعن» يقول الزميل المصور عطا الله، في ما يذهب تعليق الزميل غملوش إلى نقطة آخرى: «نرحب بانضمام القناة إلى المشهد المرئي في الوطن العربي، هي مؤسسة عريقة جداً وبثها باللغة العربية سيضيف الكثير»، لكن هذه الإضافة تعود برأي الزميل جزئياً إلى ان: «انطلاقتها ستكون بزخم أكبر لأنها أخذت أربعين موظفاً مدربين بشكل جيد جداً في «العربية»، وعلينا أيضا ان نقول إن «بي بي سي» قد تعكس سياسة الحكومة البريطانية بشكل أو بآخر». لا يُستكمل النقاش حول النقطة الاخيرة.. لكن اتصالاً هاتفياً يقطع الحديث.
يبدأ العد العكسي.. يفوَّت الاتصال الطارئ على الزميل غملوش تشويق اللحظات الاولى للانطلاقة. العاشرة إلا أربع دقائق، انطلقت قناة «بي بي سي» العربية: «حلوة الصورة» يقول المصور. يدخل زميل آخر ويبدأ التساؤل عن نوع الكاميرا المستعملة.
يعود الزميل غملوش، هذه المرة يشاهد الشاشة بتركيز. لا يعلق أحد على اختيار «الوجه الأول» لـ«بي بي سي»، ينصب التركيز هنا على الخبر الاول. ترتسم بعض خيبة على ملامحه «أنا لو كنت محلهن ما ببلش بخبر باكستان، أخاطب جمهوراً عربياً طويلاً عريضاً، الخيار الافضل هو العراق أو فلسطين» يتوجه الزميل غملوش مبتسماً: «شفتِ تأثير بريطانيا، بريطانيا بيهمها باكستان». ويعود النقاش من جديد..
لنر الخبر الثاني، يقترب الزميل المصور كثيراً من الشاشة رافعاً عنقه إلى أعلى «شريط الكلام زغير ما بينقرا»، يوافقه الزميل غملوش. بكبسة زر أخرى تظهر شاشة «العربية» ثم غيرها من الشاشات «الفرق بالخط كتير واضح، لازم ينتبهولها، بكرا بيزبطوها».
تتتابع الأخبار، تطال الملاحظات أدق التفاصيل، مثل غياب الميكرفون مع اللوغو في التقارير، الاضاءة في الاستوديو وخارجه، ومع تتالي صور المراسلين تتكرر جملة أكثر من مرة «الزميل هذا (أو الزميلة تلك) كان يعمل عندنا»..
انتهت نشرة الأخبار الاولى، يقول غملوش «أعتقد انهم لن ينافسوا «الجزيرة» أو «العربية»، الانطلاقة كان عليها ان تحدث صدمة بمعنى التمايز، على كل من المبكر الحكم، لكن كأول ظهور لم يضيفوا على ما يمكن ان تقدمه «الجزيرة» أو «العربية». وماذا عن مقاربة الاحداث والاحصاء الذي قُدم مثلاً؟ (عن تراجع الدعم العالمي لاجراءات صارمة على إيران) «هذه النقطة لفتت نظري، مع ان طريقة تقديم التقارير كانت عادية، سوف انتظر لأرى ان كان المحتوى كله سياسياً ام ان القناة ستقدم « تحقيقات مصورة غير سياسية».
نترك الزميل غملوش مع تساؤله، يجتاز المصعد الطابق الثاني، هنا مكتب «بي بي سي» في بيروت، ومن هنا ستأتي بعض إجابات على اسئلته في الايام المقبلة».
الثلاثاء فبراير 11, 2014 5:33 am من طرف Admin
» درس مصور > التجادب الكوني
الثلاثاء فبراير 11, 2014 5:29 am من طرف Admin
» الفشل المدرسي و التعليمي
الثلاثاء فبراير 11, 2014 5:23 am من طرف Admin
» اصبح الانترنت من اهم الضروريات... أدخل
الثلاثاء مارس 05, 2013 11:31 am من طرف asmaa
» برنامج يحول الصور الأبيض و الأسود الى صور ملونة
الثلاثاء مارس 05, 2013 11:29 am من طرف simo
» مفهوم الدولة
الثلاثاء مارس 05, 2013 11:27 am من طرف chaima
» هل عمل الرجل فى المنزل ينقص من رجولته ؟؟؟...
الثلاثاء مارس 05, 2013 11:25 am من طرف chaima
» أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929
الجمعة فبراير 22, 2013 2:13 pm من طرف Admin